vendredi 3 août 2012

بحث عن الصحة


الصحة


الصّحّة حالة الإنسان الخالية من الأمراض، كما تعني الراحة البدنية والعقلية والاجتماعية. والإنسان الصحيح هو الذي يشعر بالسلامة البدنية، وذو نظرة واقعية للحياة، ويتعامل مع غيره من الناس بصورة جيدة. وتساعد الصحة الجيدة الناس على الاستمتاع بالحياة وتُهيء لهم الفرص للوصول إلى أهدافهم في الحياة بصورة كاملة.
لكي يدرك الناس الصحة الجيدة ويحافظوا عليها يجب عليهم الإلمام بمعلومات أساسية عن الجسم وكيفية عمله وأدائه لوظائفه المختلفة، وبذلك يمكنهم معرفة مايضر صحتهم وما لا يضرها. ولهذا يجب أن تكون المعرفة بالصحة جُزءاً لا يتجزأ من تعليم الإنسان. وتساعد المعرفة بشؤون الصحة وعادات المعيشة الصحيحة الإنسان في الاحتفاظ بصحة جيدة، وتعمل على تحسين نوعية الحياة.
ينتفع المجتمع بصورة عامة من الصحة الجيدة للناس، كما ينتفع بها أيّ فرد منه، ولهذا تسعى الحكومات والوكالات التطوعية للمحافظة على تحسين صحة الناس جميعًا. فمثلاً تعمل منظمة الصحة العالمية ـ إحدى منظمات الأمم المتحدة ـ من أجل الرقي بالصحة في كل أنحاء العالم.

عناصر الصحة البدنية

تتطلب المحافظة على الصحة البدنية عمل جميع أجزاء الجسم سوىًا بصورة جيدة. ويمتلك الإنسان ذو الصحة البدنية الجيدة العزم والقوة والطاقة للاستمتاع بالحياة، والقدرة على تحمّل ضغوطها اليومية.
تشمل ضروريات الحياة الصحية الجيدة التغذية الجيدة والرياضة والراحة والنوم والنظافة والاعتناء بصحة الجسم والأسنان.
التغذية. يمد الغذاء المتكامل المتوازن الجسم بالمواد الغذائية التي يحتاج إليها للنمو الصحي. ويستعمل اختصاصيو التغذية مصطلح المغذِّيات للمواد الغذائية، والتي تُقسم إلى خمس مجموعات إضافة إلى الماء. وهذه المجموعات هي:
1- السُكريات، 2- الدهون، 3- البُرُوتينات، 4- الفيتامينات، 5- المعادن.
يحتوي االغذاء المتكامل على أنواع متعددة من الأغذية؛ مثل الفواكه والخضراوات والحبوب واللحوم والألبان. وتمد الفواكه والخضراوات الجسم بالفيتامينات والمعادن المهمة، ويُعدّ اللحم والدواجن والأسماك والبيض ومنتجات الألبان والمكسرات من المصادر الغنية بالبرُوتينات. ويمد الخبز والحبوب والبطاطس الجسم بالسُكريات، بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن.
تتضمن التغذية الجيدة تناول كميات متناسبة من الأغذية يوميًا لتجنب حدوث السّمنة (البدانة) وتؤدّي زيادة الوزن إلى تعرض القلب للإجهاد وإلى زيادة قابلية الإنسان لمرض البول السكري وبعض أمراض القلب، ولهذا يلجأ الكثير من الناس لاتباع عدّة طرق لإنقاص الوزن منها تناول بعض الأغذية المخفِّضة للوزن. ولكن تجدر ملاحظة خطورة مثل هذه الأغذية على الجسم، وخصوصًا إذا ما استمرت لفترات طويلة. فالطريقة الصحيحة لإنقاص الوزن هي استشارة الطبيب المعالج واتباع ما ينصح به من برامج لإنقاص الوزن مثل أداء بعض التمارين الرياضية اليومية، وتناول عدد محدود من السُعرات الحرارية.
الرياضة البدنية. تساعد الرياضة على جعل الجسم صحيحًا وسليمًا، وتساعد التمارين الرياضية الشاقة على تقوية عضلات الجسم، وتحسين وظائف جهاز التنفس والقلب والدورة الدموية، ويفيد الجسم االسليم الصحة الجسدية والعقلية، ويساعد الإنسان على تحمل المشاق والإجهاد مما يقلل من حدوث بعض المشاكل البدنية والاضطرابات الانفعالية.
لكي يحظى الإنسان بالصحة البدنية الممتازة، عليه بدء برامجه الرياضية ببطء، والاستمرار فيها بصورة تدريجية للوصول إلى ذلك المستوى الذي يحافظ على سلامة القلب وقوة العضلات. وتمنح التمارين الرياضية اليومية الجسم العديد من الفوائد، ولذلك يجب العناية باختيار التمارين اليومية. ويُعدُّ العَدْو الوئيد وركوب الدراجات والسباحة والهرولة من النشاطات الرياضية الشائعة لبناء جسم صحيح سليم. كما أن المشاركة في تمارين التنس والجولف وغيرهما من الألعاب مرة أو مرتين فقط في الأسبوع تساعد على بناء جسم صحيح معافى.
الراحة والنوم. تساعد كل من الراحة والنوم الجسم للتغلب على التعب وتجديد نشاطه وحيويته وقوته. ويختلف مقدار الاحتياج للراحة والنوم من إنسان إلى آخر. فينام الكبار ليلاً مابين سبع وثماني ساعات، ومنهم من يحتاج لفترات أطول أو أ قصر من ذلك. وينام الصغار لفترات أطول ليلا،ً إضافة إلى بعض الهجعات والغفوات النهارية.
يشعر كل الناس تقريبًا بصعوبة في بدء النوم، ولكن تجدر ملاحظة أن الأرق ـ عدم القدرة على النوم بصورة طبيعية ـ المتكرر يشير إلى بعض الاضطرابات البدنية والانفعالية، ولذلك يجب استشارة أحد الأطباء. يتناول بعض الناس أقراصًا منومة للتغلب على الأرق، ولكن يجب عدم تعاطي مثل هذه الأدوية دون وصفة طبية من طبيب.
يحتاج الجسم إلى الراحة والاسترخاء كاحتياجه للنوم. ويحتاج الإنسان لفترة راحة كاملة بعد كل تمرين رياضي أو عمل شاق ومنهك، أما في الحالات الأخرى فيكفي الاسترخاء أو تغيير موقع العمل. ويُعَدُّ أي نشاط مخالف للدراسة والأعمال الروتينية نوعًا من أنواع الاسترخاء. وتساعد النشاطات المُبهجة والمؤدية لاسترخاء الجسم في تقوية الجسم والتخلص من التوتر، مالم تكن هنالك بعض الاضطرابات البدنية والانفعالية.
النظافة. تحدُّ النظافة من نمو البكتيريا والجراثيم المسببة للأمراض عند الإنسان، ويساعد الحَمّام اليومي على بقاء الجسم خاليًا من الأوساخ والروائح المختلفة، وعلى منع الأمراض الجلدية التي قد تنتج من نمو وتكاثر البكتيريا على الجلد، وينبغي غسل الشعر يوميًّا.
وتشمل النظافة أيضًا الاعتناء بالأسنان يوميًا وذلك بتنظيفها بالفرشاة والمعجون، واستخدام خيوط تسليك الأسنان مما يمنع تسوسها ونخرها أوحدوث أمراض للّثة.
العناية الطبية وصحة الأسنان. تُعدُّ مراجعة الطبيب وطبيب الأسنان والفحص الطبي المنتظم من أهم العوامل للمحافظة على الصحة البدنية الجيدة. وعلى الناس مراجعة الطبيب للحصول على الرعاية الطبية اللازمة عند الشعور بأي مرض. فالاعتناء المُبكِّر بالمريض يساعد على الشفاء المُبَكِّْر. وعلى الإنسان العاقل ألا يداوم على علاج نفسه بنفسه لأكثر من يوم أو يومين إلا إذا ظهر تحسن في حالته المرضية.
وتُعدُّ الوقاية من الأمراض من أخص اهتمامات الرعاية الطبية الكاملة، ويجب على الوالدين تحصين الأبناء ضد أمراض الدفتريا والحصبة الألمانية والحصبة والنُكاف ـ التهاب الغدة النكفية ـ وشلل الأطفال والكُزاز والسُعال الديكي. انظر: التحصين.
عناصر الصحة العقلية. ترتبط الصحة البدنية بالصحة العقلية، وتؤدي الأخيرة دورًا مهمًا في كيفية شعور وإحساس الإنسان وتصرفه وسلوكه في الحياة. والإنسان صحيح الانفعال يتقبَّل نفسه بكل نقاط ضعفها وقوتها، ويعي واقعه ويقاوم الإجهاد والضغوط الخارجية والفشل والخيبة والإحباط، ويتصرف باستقلالية وتعقّل دون التأثر بالمؤثرات الخارجية ويهتم اهتمامًا صادقًا وحقيقيًا بغيره من الناس.
النمو الانفعالي. تتأثر صحة الإنسان العقلية بالتجارب التي مرَّ بها خلال طفولته على مدى الحياة.
فعندما يكون طفلاً رضيعًا يعتمد على والديه في شؤون حياته اليومية، ويستمر معتمدًا على والديه عددًا من السنين. وبمرور الوقت يكبر ويتعلم كيفية تنفيذ أموره ومتطلباته الخاصة بنفسه، وخلال هذه المرحلة ينضج ويكتسب العلم والخبرات اللازمة لمجابهة مصاعب الحياة والمحافظة على صحته العقلية.
تتغير الصحة العقلية للإنسان من وقت لآخر وذلك لأن النمو الانفعالي لاينتهي بمجرد وصول الشخص إلى مرحلة البلوغ وسن الرشد. ولذلك يتأثر الإنسان بالظروف والأحوال المحيطة به التي تَُسُرَّه أو تؤلمه.
التصرف مع الضغوط النفسية أو الإجهاد. لتجنب حدوث الأمراض العقلية والبدنية، يجب على الإنسان التصرف ومعالجة ما يلم به من ضغوط نفسيّة. ويُعَدُّ الشعور بالضغوط النفسية رد فعل لما يتعرض له البدن من تحديات وأحوال غير مألوفة. وتأتي الضغوط النفسيّة نتيجة لما يحدث للناس من مصائب؛ مثل فقدان حبيب أو قريب أو وظيفة أو نتيجة لطلاق الزوجين، وقد يحدث الضغط النفسي والضيق في بعض حالات المسرة عند مشاهدة مباراة في كرة القدم وهزيمة فريق للمشاهد. ويساعد الضغط النفسي على ظهور بعض الأمراض البسيطة مثل السُعال والصداع والطفح، ولكن الضغط النفسي الشديد المستمر يؤدّي إلى ظهور بعض الأمراض الخطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم والقُرحات المَعِدية.
لا يمكن للإنسان تجنب الضغط النفسي أو الضغوط كليةً، ولكن في مقدوره أن يخفف من مخاطر الأمراض الناتجة عنهما. ولمقاومة تأثيرات الضغط النفسي على الإنسان أن يقوم بتقوية بدنه بالتمارين الرياضية، والنوم لفترات كافية، والاسترخاء بالراحة والمشي والتأمل والتدبر والانشغال ببعض الهوايات أو بأي طريقة أخرى مفيدة.
العلاقات الاجتماعية. تتأثر الصحة العقلية بالعلاقات الاجتماعية للإنسان، وتُهيء العلاقات الشخصية الحميمة مع الأصدقاء والأقارب فرصًا كبيرة للاتصال والمشاركة والمساهمة في شؤون الحياة المختلفة، وهي تساعد أيضًا على النمو الانفعالي وعلى منح الإنسان القوة والدعم للتغلب على الصعاب والمشاكل الشخصية ومعظم تحديات الحياة.
مخاطر الصحة. تغيرت نوعية المشاكل الصحية في الأقطار الصناعية خلال القرن العشرين بصورة كبيرة. ففي الماضي مات كثير من الناس بسبب بعض الأمراض المعدية مثل الديفتيريا والالتهاب الرئوي، والتي لا تُعدُّ سببًا رئيسيًا للموت في هذه الأيام. فقد ساعدت البرامج الصحية المتطورة وبرامج التحصين والمضادات الحيوية على الحدِّ من أخطار هذه الأمراض. ولذلك اتجه اهتمام أختصاصيو الصحة بالأمراض المتعلقة بالكهولة والشيخوخة والمخاطر البيئية وأنماط الحياة غير الصحية.
التدخين والكحول وسوء استخدام العقاقير. يُعدُّ التدخين من أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بالأمراض والموت المبكر. وتشير الإحصاءات إلى أن نسبة الإصابة بأمراض القلب والرئتين والسرطان في المدخنين تفوق تلك الملاحظة في غير المدخنين.
ويلجأ بعض الناس إلى تعاطي الأدوية من أجل حل بعض مشاكلهم أو لزيادة يقظتهم ونشاطهم وثقتهم بأنفسهم، أو لتحسين مزاجهم. ولكن تعاطي الكُحول والمخدرات والمهدّئات تؤدي إلى ظهور تأثيرات سيئة في البدن وإلى إدمان هذه العقاقير. فبعض الناس يعانون من الاعتماد النفسي على بعض العقاقير وبعض المهدئات. ومعظمهم لايهتمون بصحتهم وغذائهم، وكذلك فإن الكثير من هذه الأدوية تؤثر في قدرة الإنسان على إصدار الأحكام واتخاذ القرارات ومن ثَمَّ تؤدي إلى وقوع الحوادث المرورية.
الكُحول من أكثر العقاقير التي يُساء استخدامها في العالم الغربي، فعشر من يتعاطونها مدمنون لها. وحتى الآن لا يوجد علاج جذري لإدمان الكحول، ولكن يمكن للمرء أن يستعيد صحته ونشاطه وقدرته على الإنتاج إذا توقف تمامًا عن تعاطي الكحول.
مخاطر الصحة البيئية. تسبب التقنية الحديثة الكثير من مخاطر الصحة البيئية، فمثلاً يؤدّي تلوث الهواء إلى استفحال الداء في حالات مرضى الجهاز التنفسي، مثل مرض الربو والالتهاب الشُعبي. وتساعد على الإصابة بمرض السرطان وانتفاخ الرئة. ويؤدّي استخدام مُبيدات الحشرات ومخلفات الصناعات إلى تلوّث الأغذية وإمدادات الماء، وإضافة لهذا تؤدي الضوضاء الشديدة المنبعثة من الطائرات والمشاريع الإنشائية والمصانع إلى فقدان السمع وحدوث بعض الأضرار الانفعالية والعاطفية.
مخاطر الصحة المهنية. تهدد المخاطر المهنية صحة الكثير من العمال، فبعض المواد المستخدمة لأداء بعض الأعمال تسبب أمراضًا وعللاً لا تظهر إلا بعد مرور سنين من التعرض لها.
فمثلاً يصاب بعض عمال مناجم الفحم الحجري بمرض الرئة الغباري بسبب استنشاقهم المستمر لغبار الفحم الحجري. وكذلك يسبب استنشاق غبار الأسبستوس وغبار القطن الكثير من أمراض الرئة.
وكذلك تسبب بعض المواد الكيميائية المستخدمة في الصناعة كالزرنيخ وكلوريد الفينيل مرض السرطان، ويتعرض العاملون في أجهزة الأشعة السينية والإشعاعات الأخرى إلى مخاطر صحية كبيرة مالم تتخذ الاحتياطات الصحيحة لتفادي مثل هذه الأضرار.
الصحة العامة. تتضمن الصحة العامة كل الأعمال والإجراءات التي تُتخذ لتحسين صحة المجتمع والمحافظة عليها، وتقدّم البرامج الصحية الحكومية معظم الخدمات الصحية العمومية، وإضافة لهذا تتلقى بعض الوكالات الصحية الطوعية مساهمات ومنحًا وتبرعات وهبات لمكافحة أمراض بعينها؛ مثل السرطان والأمراض الرئوية. وتتكفل هذه الوكالات بتقديم بعض الخدمات الطبية وتحث على وضع القوانين الصحية وتساهم بصورة فعالة في نشر الثقافة الصحية.
كما تقدم الدوائر والمصالح الصحية في كثير من الأقطار خدمات متنوعة للأفراد مثل التحكم في الأمراض والوقاية منها وذلك بتحسين صحة البيئة والقيام بتنفيذ برامج التحصين ومراقبة الالتزام بقوانين ونظم الحجر الصحي و تنفيذها وتقديم الثقافة الصحية ونشرها في المجتمعات

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire